رياح التغير
منذ زمن بعيد و فى وسط اللهيب و النسمات الحارقة و الازمات و الاهات و الاوجاع المزمنة .
منذ ان اصبح الانسان عبدا مغلالا بالقيود , سجينا خلف قضبان العبودية ذليلا , رخيصا , مهانا , مقادا , مبعدا , و انا اشعر بها بين الحين و الاخر بنسمات , نسمات خفيفة تلفح وجهى و تداعب شعرى و تلفنى من كل اتجاه فاسبح بها و ادور و احلق و اسبح بين ثنيتها .
و فجأة تختفى !!!
و افيق على نسمات اللهيب تجلدنى من كل اتجاه و انا قد فقدت كل مؤاشرات الحياة و اصبحت مهلهلة , مستسلمة , اجلد , و اهان , اضرب , و اباع .
و اظن انه لا يبالى لامرى اى انسان .
فجأة !!!!
كل هذه النسمات الرحيمة المتباعدة التى كانت تزورنى بين الحين و الاخر تتجمع فى الافق
تتجمع و تتجمع و يقوى ريحها و يقوى صوتها و تتجمع و تشتد .
يا للمشهد العجيب !!
فجأة السماء تغيرت و الارض تبدلت و الاماكن غير الاماكن و الهواء غير الهواء كل شيئ تبدل و غمرت نسمات الرحمة و الحرية كل شيئ .
و من كان مهان , مقاد , مباع استفاق و بدا ينهض و يجمع شتات نفسه و يقف على قدمية منتصب القامة عالى الرأس يتنسم نسيم الحرية لاول مرة فى حياته من سنين .
يا لروعة هذه النظرة التى تملاء عينى , نظرة قوية , مصره , حانيه , يملائها الامل و التفاؤل و الرغبة فى الحياة .
لقد استعاد المارد الدفين قوتة , و عاد مرة اخرى للحياه يحاول ان يجمع شتات نفسه انها ثورة الانسان العربى على الظلم و الاستعباد
هنا قد يكون الغضب مفيد لنبدا التجربة لاستعاده الحق المغتصب.
عبير حسنين سيد