الانسان بين السماء و الارض
تلك المقاله حقيقة عن رحلة حقيقية مررت بها .
يا
للعجب من احوال البشر ففى كل مكان لهم تصرف و احساس مختلف سواء كان فى الصحراء او
فى البحار او فى اماكن اخرى فى قديم الزمان كان البشر متحدين جدا لكى يتغلبوا على
مصاعب الحياة من مأكل او مشرب و كلما زرنا الكهوف القديمة و راينا الرسوم التى قام
بها البشر بين 20 او 15 الف سنه توكد فعلا ان الانسان فى تلك الاوقات كان يعيش فى
مجتمع متحد مع بعضة و ليس مجتمع فردى لو كان فى تلك الاوقات الانسان يعيش بشكل
فردى لكانت تغلبت علية الطبيعة و الوحوش و انقرض و لكن تمسك الانسان بما حوله من
بشر كان هو السبب فى نجاحه ضد غضب الطبيعه و الوحوش المفترسة و كان دائما الاتحاد
مع بعضهم البعض .
فى تلك الاوقات لم توجد قوانين او عقيده
ليفهمها الانسان و يتعلمها و لكن دائما من داخلة التدين كما اثبتنا فى تشريح المخ
و هى المادة الرمادية .
تلك المقاله التى سوف اكتبها عن كيفية تغير
الانسان من وقت الى اخر :-
عندما اردت السفر الى القاهرة يوما ما و دخلت
الى مطار دوسول دورف فى المانيا كالعادة اتجهت الى شبابيك السفر لاقدم حقائبى و
عندما اسافر الى اى دوله دائما اسال عن طراز الطائرة التى سوف اسافر بها و كانت
بوينج 757 شركة المانية و كالعادة يوجد طابورين احداهما للدرجة السياحية و الاخر
للدرجة الاولى و كالعادة الدرجة الاولى قليلة العد فى تلك الطائرة و الدرجة
السياحيه اكثر من 80 % من الركاب و كالمعتاد نحضر الى المطار قبل الرحلة بساعتين
ووقفت فى الطابور المخصص لى و كانت الدرجة الاولى انتهت من ركابها و الدرجة
السياحية مليئة بالركاب و حاول احدى ركاب الدرجة السياحية ان يقف فى طابور الدرجة
الاولى لخلوها من الركاب بعد الانتهاء من اجراءاتهم و لكن النتيجة انه سمع الكثير
من الكلمات الغير لائقة لانه تجاوز بتلك التصرف .
لما
لا افهم !!!
فى اعتقادى عندما يوجد شباك اخر لخدمه الركاب
فهو افضل و لكن للتفريق بين الدرجات كان تلك التصرف غير لائق من الركاب بالدرجة
السياحية و دخلنا جميعا الى صاله الانتظار للدخول الى الطائرة و كان طبعا ركاب
الدرجة الاولى فى مكان و ركاب الدرجة السياحية فى مكان اخر .
و بعد فترة قصيره سمعنا بالمضيفه تنادى على
ركاب الدرجة الاولى للتوجة الى الطائرة و بعد بعض الوقت سمعنا المضيفة مرة اخرى
تنادى على ركاب الدرجة السياحيه للدخول الى الطائرة .
و بعد فترة قصيرة كنا جميعا نجلس داخل ماسورة
من الالمونيوم قطرها 10 متر اى الطائرة .
ثم بدات المضيفة فى اعطاء التعليمات المتبعة
للرحلة بالشكل المعتاد ثم ارتفعت الطائرة و نظرت من حولى الى الركاب فكان منهم من
يخاف و من يشعر بالقلق و من يدعوا الله الوصول سالما و منهم من ينشغل بالقراءة و
غيرها من الاحوال المختلفة للركاب .
و بعد قليل بدات المضيفات فى تقديم المشروبات
المختلفة الى الركاب و هنا سمعنا احدى المضيفات تقول : ان احدى ركاب الدرجة الاولى
مريض بمرض السكر و يشعر بالتعب فهل يوجد طبيب بالطائرة و هنا قام احدى ركاب الدرجة
السياحية و هو طبيب و تاتى المضيفة ليدخل معها الى الدرجة الاولى من الطريق الضيق
و بعد عدة دقائق يعود الطبيب الى مكانه و يقول للجميع ان المريض كان يعانى من ازمة
صحية و هو الان فى حالة جيدة .
و بعد قليل بدات المضيفات فى تقديم وجبة
الطعام الى الركاب و بعد استلام الجميع لوجباتهم تسقط الطائرة الى 2000 متر نتيجة
لمطب هوائى و يتطاير الطعام فى الهواء و هنا تعالت الصرخات و الدعوات الى الله و
البكاء و من اغمى علية و من سقط على الارض و سادت حالة ارتباك و فزع شديدة
بالطائرة و بعد قليل سمعنا قائد الطائرة يحدثنا انه الان كل شيئ على ما يرام الان
انه فقط كان مطب هوائى كبير و بعد دقائق من الوقت عاد الهدوء مرة اخرى الى الطائرة
و يا لهول تلك المناظر كان مرت عاصفة شديدة داخل الطائرة و منظر الفوضى فى كل مكان
و بدات المضيفات فى التنظيف و اعادة الطائرة الى ما كانت علية .
و سمعنا قائد الطائرة مرة اخرى يقول لنا اننا
سوف نوزع الوجبات من جديد على جميع الركاب و لكن للاسف الشديد سوف نوزع الطعام
توزيع عادل لان الطعام المتبقى لا يكفى جميع الركاب و بدات المضيفات فى توزيع
الطعام و لكن وجوه جميع الركاب كانت لا يزال عليها ملامح الخوف و الفرع و الدعوات
الى الله بالغفران و العودة سالمين .
و بعد الانتهاء من تناول الوجبات و رفع جميع
الاطباق ساد الهدوء مرة اخرى الى الطائرة .
و نحن فوق جزيرة كريتا اليونانية سمعنا صوت قائد
الطائرة مرة اخرى و يقول :
يوسفنى كل الاسف ان اقول لكم انه اثناء المطب
الهوائى البشع اننا فقدنا جزاء من الطائرة و عند الوصول الى مطار القاهرة سوف يقول
لنا برج المراقبة ما هو العطل و للاسف الشديد هنا ارى ما رايته اثناء المطب
الهوائى يتكرر مرة اخرى و لكن كان الجميع
فى هدوء تام و يترقب الوصول و بدا الركاب من يسبح الله و من يدعوا و يتضرع الى الله
و الجميع يدعوا الله النجدة و الرحمة .
و هنا بدا تفسيرى و شرحى النفسى و العقلى
للموقف :
هل يعلم الركاب كم من الامتار من الاسلاك
تحتاجها الطائرة انه اكثر من 10 الاف متر من انواع كثيرة و لا يعلمون انه يوجد 360
الف قطعة مركبة بالطائرة حتى وقود الطائرة و هو كيروسين و هو من اشد المواد
انفجارا و احدثا للحروق حتى محركات الطائرة قوة الواحد منهم 10 الاف حصان كل تلك
الاشياء و لا يدرك اى راكب انه لو اختل اى من تلك الاجزاء سوف تحدث كارثة او تغير
جوهرى فى تحرك الطائرة .
ثم بدانا نرى الاراضى المصرية و هنا كان
الجميع فى انتظار قدرنا ما سوف يحدث فى مطار القاهرة .
و بدات الطائرة تهبط شيئ فى شيئ و بدات
الدموع و الدعوات الى الله تزداد و هنا لم توجد اى فروق بين الركاب لا دين و جنس و
لا نوع و هنا كان قدرنا جميعا قدر واحد .
و بدات الطائرة تدور حول المطار فنظرنا جميعا
من النوافد و راينا مشهد مروع فقد امتلاء ممر الهبوط بعربات النجدة و المطافئ و
الاسعاف و رجال البوليس و الجميع فى حالة تاهب قصوى انه مشهد مروع .
و
هنا سمعنا مضيفة الطائرة تقول لنا :-
عند الهبوط يجد وضع الراس بين القدمين و ان
نتمسك بالاطفال فى احضاننا و هنا تكلم القائد و قال ان الجزء المفقود هو جزء من
جناح الطائرة و علينا جميعا ان نستعد للهبوط و لكن الهبوط سوف يتم عن طريق
الكمبيوتر الالى و هنا نظرت الى السماء و استغفرت الى الله و قلت له انك حكيم يا
الله فقد خلقت الانسان و عقله ليحميه من جميع الشرور و الكوارث .
ان الكمبيوتر الالى هو من صنع الانسان و تلك
الموهبة التى اعطيتها يا الله اليه سوف تنقدنا اليوم .
الكمبيوتر الالى من صنع الانسان و ليس من صنع
الطبيعة من اعطى الانسان تلك الطريقة او تلك الفكرة عندما يحدث حادث يلجاء الى
جهاز اخر مثل سفن الفضاء عندما يتركون الارض و يقوم المراقبين على الارض بالتحكم
بها يا لعظمة الخالق ليرسل لنا جميع الضمانات ليضمن للانسان حياته و هبطنا الى
الارض سالمين و فتحت الابواب و هنا سادت الفوضى و كلا من الركاب يحاول ان يكون
الاول فى الهبوط .
و هنا بدا المضيفين يطلبون منهم الهدوء و
اتباع النظام و اسرعوا الى الاتوبيسات و عندما وصلنا الى صالة الركاب قامت شركة
الطيران بتوزيع بونات للاكل كتعويض لهم و التخفيف من حدة ما واجهوه فى الجو و هنا
بدا الركاب يقومون باختطاف البونات و هنا بدانا بالعودة الى طبيعتنا الانسانية و
نسينا كل ما مررنا به فى تلك الرحلة .
يا للعجب من الانسان العجيب انه لا يتعلم ان
عينيه دائما مغمضتان و يترك لنفسة دائما الاختيار ان الله سبحانه و تعالى يحب الانسان و يراعاه و يبعد عنه الشر و الادى و
يبعده عن كل ما يرميه فى الهلاك و لكن غرورنا و افكارنا هى التى تسيطر علينا .
الان يجب علينا ان نعترف و نصافح الله سبحانه
و تعالى الخالق العظيم و ننسى جميع ما فعلناه و نطيع الخالق لانه هو الحل الوحيد
للانسان على الارض و غير تلك ليس لنا خيار اخر و يكون كل شيئ تاخر فياربى لا
تتركنا اثناء المحنه و اعطينا الصبر و لا تفقدنا لرحمتك نحن جاهلون و لكن سوف نسلم
الى طاعتك و نبدا طريق جديد لنا جميعا و للبشر
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى